هي من بطون الأزد: وهم بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر ملك السد، وإنما قيل لهم خزاعة، لإنهم انخزعوا من ولد بن عامر، في رحيلهم من اليمن، فانخزعوا من قومهم ونزلوا مكة، فسموا خزاعة، وتفرقوا في سائر الأزد
وان عمرو بن عامر ولد له جفنة، أبو بني جفنة، وثعلبة أبو الأنصار، وحارثة أبو خزاعة، ومالك وكعب ووداعة وهو الملطوم، جد بني زايد الدواسر، قال في العقد الفريد: وداعة في همدان، وعوف، وذهل، ووائل، وأبو حارثة، وعمران، قيل إن أبا حارثة وآل عمران ووداعة لم يشربوا من ماء غسان؛ ولذا لا يقال لهم غساسنة، وكلهم من بني عمرو بن عامر.
سبب تسمية قبيلة خزاعه عندما خرجت القبائل العربية من اليمن وتفرقت في الجزيرة العربية أثر انهيار سد مأرب باليمن ومنهم بن مازن من الأزد أقبل بنو عمرو (فانخزعو عن قومهم) ونزلو بمر الظهران قرب وادي فاطمة بمكة فسمو قبيلة بني خزاعه
قال فيهم عون بن أيوب الأنصاري
فلما هبطنا بطن مر تخزعت
خــزاعـــة في خيول كرار
وقال المطهر إسماعيل بن رافع
فلما هبطنا بطن مكة احمدت
خــــزاعــة دار الأكل المتحامل
نفو جراهم عن بطن مكة واحتبو
بعز خــزاعــي شديد الكوهل
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه :
فلما هبطنا بطن مكة أحمدت خزاعة دار الآكل المتحامل
فحلت أكاريسا ، وشتت قنابلا على كل حي بين نجد وساحل
نفوا جرهما عن بطن مكة واحتبوا بعز خزاعي شديد الكواهل
خزاعتنا أهل اجتهاد وهجرة وأنصارنا جند النبي المهاجر
وسرنا إلى أن قد نزلنا بيثرب بلا وهن منا وغير تشاجر
وسارت لنا سيارة ذات منظر بكوم المطايا والخيول الجماهر
يؤمون أهل الشام حين تمكنوا ملوكا بأرض الشام فوق البرابر
أولاك بنو ماء السماء توارثوا دمشقا بملك كابرا بعد كابر
خزاعة : وهم أرباب البيت ، ومن بطون خزا عه : كعب ، مُليح ، سعد ، عوف ، عَدِي ، بنوقُير، بنو سلول ، بنو المصطِلق ، بنو لحيان ...الخ.
فخائذ قبيلة خزاعه:
بالنسبة لخزاعة الحجاز..فهي بقية قليلة العدد..مقارنة بقدمه القبيلة و تاريخها..وتقع ديارهم حول مكة ..وتدخل في الحرم من جهة الجنوب..وتنقسم خزاعة هناك إلى قسمين بحسب منازلهم:
خزاعة البر..وهم الذين ينزلون مكة من جهة الجنوب وتمتد ديارهم إلى خارج الحرم جنوبا وغربا ويجاورهم في ديارهم الأشراف العبادلة شرقا وكذا هذيل ومن الجنوب الجحادله ومن الغرب الأشراف البراكيت وقبيلة المجانين من حرب ..
ويقطنون بر مكه وهم بادية في غالبهم..ومن فروعهم:
الشمارين أو الشماريه وفيهم الكثرة والشيخه ، والطلحة، والصقاريه،وينضم إلى خزاعة البر الغربه وهم قليلوا العدد جدا ويقال أنهم من اليمن .
الشمارين وينقسمون إلى:
أ) الغطيش
ب) أل مبارك
ج)آل مرزوق
د) أل عواد
ه ) أل عايد
الطلحه وينقسمون إلى:
أ ) أل سراج
ب ) المطران
ج ) الحنشة
د ) (أل رداد ) السوالمة
ه) القواسمة
والقسم الآخر منهم يسمى خزاعة الوادي:
وهم ينزلون وادي الشريف أو مايسمى بوادي فاطمة الآن شمالي مكه ولهم هناك قرية كبيرة تسمى بدف خزاعة نسبة لهم وخزاعة الوادي فرع واحد هم آل مده وهم أهل نزل وزراعة ويشركهم بعض الطلحه..
خزاعة الوادي الى:
ذوي مفرح
ذوي مدة
ذوي مهدي
ذوي حامد
ذوي محمد
ومن خزاعة فرع صغير جهة القنفذة له نفس الاسم .. ويقال أن بعض أحلاف زبيد أهل خليص شمالي مكه هي من خزاعة والله أعلم.
وفي الإحساء:
أ ) أل رمضان
ب ) أل عبد السلام
وفي العراق في الديوانيه
أ ) الشعلان
ان قبيلة خزاعة من القبائل التي هاجرت الى العراق في الفتوحات الاسلامية واستوطنت بلاد العراقين او ما يسمى بالكوفة والبصرة وتمتد قبيلة خزاعة من ذيقار في الجنوب الى بغداد شمالا بمحاذاة نهر الفرات وهي قبيلة كبيرة ومن اشهر شيوخها الشيخ حمد الحمود الذي نسجت حول شجاعته الاساطير
ومن اهم رجالها الان حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي الاسبق
ووزير التعليم الدكتور خضير الخزاعي حاليا.
في قطر في الدوحة:
أ ) بن عباس
خزاعة: قبيلة من الازد، من القحطانية، وهم: بنو عمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة بن عمرو مزيقياء
قال أبو عبيد: وعمرو هذا أبو خزاعة كلها. وقال القاضي عياض: المعروف في نسب خزاعة أنه عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر، وانما عامر عم أبيه أخو قمعة. وقال ابن عبد البر في الانباء: اختلفوا في خزاعة بعد اجماعهم على أنهم ولد عمرو بن لحي، فقال ابن اسحق ومصعب الزبيري: خزاعة في مضر وهم من ولد قمعة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وفي زيادات الاصبهاني على كتاب الانساب للمقدسي: ان خزاعة هو كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحى ابن حارثة بن عمرو مزيقياء الذي هو ابو الانصار وقال ابن دريد: في الاشتقاق: ومن بني عمرو بن لحى تفرقت خزاعة. وقال ابو الفداء في تاريخه: وقد اختلف في نسب خزاعة بين المعدية واليمانية والذي تنسب إليه خزاعة هو كعب بن عمرو بن لحي بن حارثة بن عمرو مزيقيا بن عامر بن حارثة ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد. وقال ابن خلدون في تاريخه: خزاعة من قمعة من خندف بن الياس بن مضر بن نزار وهم خزاعة بن عمرو بن عامر بن لحى وهو ربيعة بن عامر بن قمعة واسمه حارثة وعمرو بن لحى: وفي منازلهم: كانوا بأنحاء مكة في مر الظهران، وما يليه. من جبالهم: الابواء، وهو جبل شامخ، مرتفع، ليس عليه شئ من النبات، غير الحزم، والبشام. ومن مياههم: بيضان، الوتير، والمريسيع، والغرابات. بطونهم: فيهم بطون كثيرة، منهم: بنو المصطلق بن سعد بن عمرو بن لحي، بنو كعب بن عمرو، بنو عدي بن عمرو، بنو مليح بن عمرو، وبنو عوف بن عمرو. تاريخهم: كانت لهم ولاية البيت (كعبة) قبل قريش، في بني كعب بن عمرو بن لحي، فرغبت قيس بن عيلان في البيت، وطمعوا أن ينزعوه منهم، فساروا، ومعهم قبائل من العرب، ورأسوا عليهم عامر بن الظرب العدواني، فساروا إلى مكة في جمع، فخرجت إليهم خزاعة، فاقتتلوا، وهزمت قيس وكان بين بني كنانة وخزاعة، حلف على التناصر، والتعاضد، على سائر عون الباري بحل ادلة البخاري على هامش نيل الاوطار: اختلف في نسب خزاعة مع الاتفاق على انهم من ولد عمرو بن لحى. " 1 " الاغاني طبعة الساسي ج 13 ص 3. وفي الاغاني طبعة دار الكتب ج 3 ص 93: اجازة الحج كانت لخزاعة فأخذتها عدوان. الناس، فاقتتلت خزاعة، وبنو أسد، فاعتلتها بنو أسد، فاستعانت خزاعة ببني كنانة، فذكر الشداخ قرابة بني أسد، فخذل كنانة عن نصرة خزاعة. وان بني بكر بن عبد مناة، عدت على خزاعة، وهم على ماء لهم، بأسفل مكة، يقال له: الوتيرة، فاقتتلوا، وقد أعانت قريش بني بكر على خزاعة، ثم دخلت بنو بكر في عهد قريش ودخلت خزاعة في عهد رسول الله (ص) وذلك سنة 8 ه*. وحاربت خزاعة مع علي ابن أبي طالب سنة 37 ه*. معارفهم: كانوا يحيطون بعلم العرب العاربة، والفراعين العتاهية، وأخبار أهل الكتاب، وكانوا يدخلون البلاد للتجارة، فيعرفون أخبار الناس. عبا - تهم: كانوا يعظمون مناة، وهو اسم صنم، كان لهذيل، وخزاعة، بين مكة، والمدينة. (نهاية الارب للقلقشندي مخطوط ق 107 - 2. شرح الحماسة للتبريزي ج 1 ص 102. الاعاني للاصفهاني طبعة الساسي ج 13 ص 3، ج 19 ص 76. الاغاني طبعة دار الكتب ج 3 ص 93، ج 9 ص 239 ج 10 ص 14. تاريخ الطبري ج 3 ص 110، 111، ج 6 ص 9. الب* ان لليعقوبي ص 103. تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 107. معجم البلدان لياقوت ج 1 ص 100، ج 3 ص 779، ج 4 ص 653. الصحاح للجوهري ج 2 ص 551، 585. صفة جزيرة العرب للهمداني ص 120، 211. تاج العروس للزبيدي ج 8 ص 49. تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 315. شرح المواهب اللدنية ج 2 ص 110. زيادات الاصبهاني على كتاب الانساب للمقدسي ص 224. العقد الفريد لابن عبد ربه ج 2 ص 75. معجم ما استعجم للبكري ج 1 ص 296. الاشتقاق لابن دريد ص 276. الانباء لابن عبد البر ص 92. عون الباري لحل أدلة البخاري على هامش نيل الاوطار ج 6 ص 128. لسان العرب لابن منظور ج 9 ص 422. طبقات ابن صاعد ص 44. قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 231، 232).. (1042 , 1041. p 2) Encyclopedie de I ' Islam tome خزاعة: يقال: انهم من بقايا خزاعة الاقدمين. يقيمون في وادي فاطمة، والخبيث بالقرب من القنفذة، والرواك، الواقعة إلى الشرق الجنوبي، من بحرة، والصيم. (قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 148). الخزاعل: من عشائر لواء الديوانية، ذات شرف، ورئاسة، من أقدم الازمنة. يقال: إن أصلها من خزاعة، وجدها علي بن دعبل بن علي. ينتهي نسبه إلى سليمان بن صرد الخزاعي أحد أشراف الكوفة القديمة. رحلت هذه العشيرة إلى الشام من اليمن، ومنها إلى العراق، وهي أول العشائر التي سكنت الديوانية. ويقال: إن الديوانية نفسها كانت ديوانا (مضيفا) لاجدادها. وفي الشام، واليمن، وايران، قسم كبير من الخزاعل اليوم. وأهم المراكز التي يسكنها الخزاعل، هور ابن نجم، وهور الوريجي، وشمال الغماس. ويشتغل أفراد هذه العشيرة بالزراعة ورعي، وتربية الابل، ويترفع أفرادها من مصاهرة غير العلوي (السيد)، فلا يزوجون بناتهم الا من خزعلي، أو علوي، حتى ولو خطب أحقر بناتهم، أعظم الرؤساء. وقد انتشر وتكاثر الخزاعل في الفرات، بعد أن عينت الحكومة العثمانية جدهم حسن باشا واليا على بغداد، ويقدر نفوسهم اليوم ب* 5000 نسمة. وقد عرفوا بالشجاعة والبسالة. (عامان في الفرات لعبد الجبار فارس ص 82) الخزاعلة: بطن من سنبس، من طئ، من القحطانية. كانت مساكنهم الغربية من الديار المصرية، وكانت فيهم الامرة، في أولاد يوسف، ومساكنهم مدينة سخا (1). (نهاية الارب للقلقشندي مخطوط ق 60 - 1 61 - 1). الخزاعلة: من عشائر سهل الغاب بجسر الشغور أحد أقضية حلب. يقال: إن أصلها من العراق، فإذا صح ذلك تكون من قبيلة الخزاعلة العراقية في لواء الديوانية على الفرات، وخزاعلة الغاب متفرقون في منطقة الغاب، وعلى ضفاف بطائحه، ومستنقعاته، وربما بلغوا خمسين بيتا (1)، وأكثرهم في قرية الحويز التابعة لقضاء المعرة. (عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 200) " 1 " نهاية الارب للقلقشندي. وفي قبائل العرب في مصر ج 1 ص 45: الخزاعلة وأصلهم بنو قنة ابن جلاد بن حيان بن حميد بن خزعل بن عائد إلى قنة هذا ينسب ابن فريج مقدم سنبس، كرم في البحيرة وله جوار ومروءة وفيه كرم وشجاعة قتل صبرا في دار الراحة بالقاهرة. " 1 " عشائر الشام وفي:. Les tribus nomades et semi - nomades انها تعد 61 عائلة. هليل من قبيلة بني حسن التي منالها حول جرش. يقال: إن جدهم نصير من قبيلة الخزاعلة بالعراق، قد نزح وأخوه رويس إلى منطقة عجلون، فتناسل من نصير عشيرة الخزاعلة هذه، ومن رويس عشيرة الروسان بقريتي سما وأم قيس. ومنازلهم في الجرية، ورحاب. وينقسمون إلى الفرق الآتية: النصايرة، النوحة، والسليمان، وينضم إليهم فريق يقال لهم: الكفيري، وأصلهم من قرية خنزيرة، من أعمال الكرك. (تاريخ شرقي الاردن لبيك ص 333). الخزاعلة: بطن يقيم بناحية الكفارات بمنطقة عجلون، ولعلهم فرع من عشيرة خزاعلة بني حسن بناحية المعراض. (تاريخ شرقي الاردن لبيك ص 314) الخزاعلة بطن من المخادمة بناحية الرمثا بمنطقة عجلون. ويطلق عليهم هذا الاسم لان جدهم تزوج فتاة من عشيرة خزاعلة بني حسن. (تاريخ شرقي الاردن لبيك ص 304).
هذا المعلومات من كتاب معجم قبائل العرب لعمر كحاله...
الخزاعل هم من خزاعة ، القبيلة العربية المشهورة التي لعبت دوراً بارزاً في التاريخ العربي. ويقول البعض إن كلمة خزاعل هي تحوير وتحريف لاسم خزاعة . وهي قبيلة عربية الاصل. وفي هذا يختلف المؤرخون ، فيقول إبن خلدون إن خزاعة هو ابن قمعة بن خندف (زوجة الياس ) بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . وقال إبن اسحق إن خزاعة هي من مضر وافرادها من ولد الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . وفي المقابل قال إبن دريد إن خزاعة تفرقت من بني عمرو بن لحي . وقال أبو الفداء إن خزاعة تنتسب الى كعب بن عمرو بن لحي بن حارثة وصولاً الى بن مازن بن الأزد . وأكد الاصفهاني ان خزاعة هو كعب بن عمرو بن ربيعة وهو لحي بن حارثة بن عمرو .
بناء على التناقض في تحديد أصل خزاعة يمكننا القول إن ابن خلدون وابن اسحق يؤكدان بأن خزاعة قبيلة عدنانية مضرية ، بينما يقول الفريق الاخر إن خزاعة قبيلة قحطانية . على ان المهم في الموضوع هو ان خزاعة ، أكانت قحطانية أم عدنانية ، هي قبيلة عربية صميمة.
تقول الرواية التاريخية إن خزاعة هي التي أجلت جرهماً عن البيت الحرام واشرفت عليه حتى جاءت قريش .
إسم خزاعة مشتق من الفعل خزع او انخزع ومعناه إنخاع او إنفصال عن . وسموا كذلك لان جدهم ابا عمرو بن لحي إنخزع عن قومه ونزل مكة . ثم جاء بنو أسلم ومالك وملكان بنو أفصى بن حارثة فانخزعوا هم ايضا عن قومهم فسمي الجميع خزاعة .
عشيرتنا الخزاعل التي نحن بصددها هي سليلة قبيلة خزاعة العربية جاءت العراق منذ زمن قديم يعود الى أيام الفتح الاولى وربما بعد ذلك لاسباب سياسية واقتصادية . وهي تتوزع اليوم على مختلف محافظات العراق من خلال عشائرها وحمائلها . من حمائلها :
1 – آل مغامس وتتوزع هذه الحمولة بين الحمزة وغماس والشناقية في محافظة القادسية .
2 – البو حمد وهم من سلالة حمد آل حمود أمير الخزاعل الذي اشترك في ثورة العشرين ضد البريطانيين .
3 – آل شلال وجاءت تسميتهم نسبة الى جدهم شلال . وهم يعيشون اليوم بين الحفار والشافعية وغماس .
4 – آل محيسن المقيمون في السنية في محافظة القادسية .
5 – البو صكر (صقر ) ومساكنهم في الشنافية .
6 – أبو شبيب ومساكنهم في محافظة القادسية .
7 – ابو محمد ومساكنهم في محافظة القادسية وأريافها .
كانت روابط خزاعة وبني هاشم في زمن عبدالمطّلب تتّسم بالمسالمة، وتحالف الاثنان ليكونا يداً على من يبغيهما الغوائل، وبلغت العلاقة بينهما حدّاً بحيث تزوّج عبدالمطّلب فيهم.
إسلام خُزاعة
توثّقت أواصر التعاون بين خزاعة ورسول الله صلّى الله عليه وآله بعد هجرته إلى المدينة، فكان مسلمو خزاعة ومشركوها يُكِنّون للنبيّ صلّى الله عليه وآله مشاعر الحبّ، وكانوا يُطلعونه على ما يستجدّ من الأخبار في مكّة وتِهامة، وصاروا يُعدَّون من مُحبيّه ومؤيّديه.
وقد قدم معبد بن أبي معبد الخُزاعي بعد انكسار المسلمين في حرب أُحد فالتقى برسول الله صلّى الله عليه وآله وأظهر له حزنه العميق لِما لقيه المسلمون. ثمّ عاد معبد فالتقى في الرَّوحاء بأبي سفيان ـ وكان أبو سفيان يفكّر في الهجوم على المدينة مجدّداً ـ فحذّره من مغبّة هذا العمل وخوّفه عواقبه الوخيمة وصَرَفه عن عزمه.
واستمر تعاون خزاعة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى حلّت السنة الخامسة للهجرة، ففكّرت قريش في تجهيز جيش لغزو المدينة، فقدم إلى المدينة رجالٌ من فرسان خزاعة فأخبروا النبيّ صلّى الله عليه وآله بنوايا قريش,وعند عقد صلح الحديبية أعلن بنو خزاعة تحالفهم مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وتوثّقت أواصر التعاون بين خزاعة ورسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً بعد يوم، ولمّا هجا أنس بن زُنَيم الديلي رسولَ الله صلّى الله عليه وآله حمل عليه شاب من خزاعة وانجرّ الأمر إلى نشوب حرب بين خزاعة وبني بكر.
ثمّ إن بُدَيل بن الورقاء وعمرو بن سالم ـ وهما من كبار رجال خزاعة ـ أتيا إلى المدينة فشكوا إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله بني بكر وقريشاً، وكان ذلك سبباً في تجهيز النبيّ صلّى الله عليه وآله جيشاً لفتح مكّة.
ويظهر من سيرة ابن هشام أنّ بعض رجال خزاعة أسلموا قبل وقعة أُحد، من بينهم نافع بن بُدَيل بن وَرْقاء قارئ القرآن الذي قُتِل في حادثة بئر مَعونة.
وقد كتب رسول الله صلّى الله عليه وآله قبل فتح مكّة إلى بُدَيل بن وَرقاء وبُسر بن سفيان الخزاعيّ يدعوهما إلى الإسلام، فأسلما. وقد اشترك بُديل في فتح مكّة وفي غزوة حُنين، وأمره رسول الله صلّى الله عليه وآله بالإشراف على غنائم حُنين. وكان بُديل إلى جانب رسول الله صلّى الله عليه وآله في حجّة الوداع، ثمّ إنّه تُوفّي قبل وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله.
ومن بطون خزاعة، ومنهم بنو سلول بن كعب بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، ومن بني سلول خليل بن حبشية صاحب البيت قبل قريش،ومن بني حبشية كرز بن علقمة، الذي قفا آثار النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل الغار، ومنهم طارق بن باهلة الشاعر، ومن بطون خزاعة نمير، بطن من حبشية بن سلول، ومنهم بشر بن سفيان الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وجلجلة بن عمرو الذي ذكره الكندور في شعره، ومن ولده قبيصة بن ذئب، وبنو ذئب هذا بطن من خزاعة، ومنهم الذيبة البطن المعروف في عتيبة، وبنو كليب بطن من حبيشة، ومنهم عبد الله بن طاهر الخزاعي، وزير المأمون بن هارون الرشيد، وهو الذي قام بحرب الأمين حتى قتل، وكان ذا رأي وشجاعة، ومنهم الصفاح والشاعر، وخراش بن أمية، حليف بني مخزوم، ومن بني حبيشة حفص بن هاجر الشاعر، ويقال: إن بني هاجر من نسله، وليسوا من جنب، ومنهم عروة بن إياس الشاعر، وبنو إياس بطن من حبيشة من خزاعة، ويقال: إن بني إياس بنو عمان، وممن ينتسبون في إياس ابن قبيصة الطائي، ومن بطون خزاعة معبد، وبنو معبد بطن، وأن معبد عاتكة نزل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، حين هاجر إلى المدينة، ومعبد بطن من خزاعة، ومن بقاياهم البطن المعروف في حرب جماعة ابن عسم، وهم من بني سلول ابن كعب بن طلحة بن عبد الله ابن كريز، ومن بني كريز هذا الكرزان، البطن المعروف من القوم.
وقد ذكر في كتاب وصايا الملوك أنهم من عرب السد انتقلوا مع عمر بن عامر، ونزلوا السراة هم وحواله البطن من الأزد. ومن الكرزان المذكورين كرزان البقوم، والكرزان الذين في برقاء.
قيل في وصايا الملوك: إن برقاء من عرب السد، نزلوا السراة وفيها منهم بطون وأفخاذ، ومن كرزان المقطعة ستة بطون: المصاعبة الذين منهم ذوي حمد بطن، والروسان جماعة من كابل بطن، وذوي خضير بطن، والعلابية بطن، والقمزة جماعة ابن خثيلة بطن، والحوابيد بطن، ومنهم الجرفة، وذوي مسيعيد والخلجان بطن، وبقية المقطعة الهوارنة بطن، والغزالية بطن، فهؤلاء من برقاء وليسوا في كريز، والخنافرة بطن، وهم في خنافر مذحج، ومن بطون البقوم المرازيق بطن، والسميان بطن، والرحمان بطن، ومنهم الرحيمي. والنمور بطن والكلبة بطن، ومنهم فضول. ومن الفضول آل سويد أهل القصب، وآل عثمان في البكرية، بنو طلحة بن عبد الله بن كريز من بني أكثم بطن، ويرجعون إلى أكثم بن عبد الغوث، وسليمان بن صرد الجوني، فهؤلاء بطن من طلحة، ومنهم متعب بن الأكوع الشاعر، وبنو عناصر بطن من عمر بن حبيشة، ومنهم عمران بن حصين صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو جحفة كثير عزة الشاعر الموغل في المدح والهجاء، ومن بطون خزاعة بنو جعدة، ومنهم أبو الكند أبو عبد العزيز، ومن بطون خزاعة بنو مليح، ومنهم عبد الله ابن خلف وأخوه سليمان، كانوا مع علي رضي الله عنه يوم الجمل، ومنهم طلحة الذي يقال له: طلحة الطلحات، وهو أجود العرب في الإسلام، ومنهم عبد الله ابن سالم، ومنهم بديل بن ورقاء الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وابناه نافع، وعبد الله. ومنهم محمد بن سمرة الذي كان شريفا. ومن بطون خزاعة لحيمان بن عمرو بن سعد بن كعب، ومنهم مطرود بن كعب، وعبد الله بن الحر، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو مالك القائد بن عبد الله، والحصين بن نصلة سيد أهل تهامة، والحارث بن أسد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بطون خزاعة: بنو المصطلق بطن من سعد بن كعب، ومنهم جويرية بنت الحارث زوجة النبي صلى الله عليه وسلم . بنو الربعة بطن، قال أبو عبيدة دخلوا في زبيد.
بنو أسلم - بالفتح - بطن من خزاعة من القحطانية وهم بنو أسلم بن قصي بن حارثة بن عمرو بن مزيقيا ومزيقيا يأتي نسبه عند ذكره في حرف الميم منهم الحجاج بن مالك بن عويمر الاسلمي الصحابي
إليكم أيها الأحبة قصة الإمام أحمد بن نصر الخزاعي، رحمه الله، الذي ذكره الحافظ بن كثير في كتابه البداية والنهاية في الجزء العاشر وهي قصة عجيبة، ترسم بعض الخصائص والصفات التي كان عليها بعض الأعلام من أئمة أهل السنة والجماعة، ومدى صبرهم وبلاءهم في نشر معتقد أهل السنة، ومحاربة البدع، والصدع بكلمة الحق، مهما كلفهم ذلك وإن كان روحه التي بين جنبيه.
إليكم أيها الأحبة قصة مقتل الإمام أحمد بن نصر الخزاعي على يد الواثق أسوقها بطولها كما ذكرها الحافظ رحمه الله.
قال ابن كثير: ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وفيها كان مقتل أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله وأكرم مثواه قال ابن خلكان:وكان خزاعياً من موالي طلحة الطلحات الخزاعي، وقد كان أبو تمام يمدحه، فدخل إليه مرة فأضافه الملح بهمدان فصنف له كتاب الحماسة عند بعض نسائه.
ولما ولاه المأمون نيابة الشام ومصر صار إليها وقد رسم له بما في ديار مصر من الحواصل، فحمل إليه وهو في أثناء الطريق ثلاثة آلاف دينار، ففرقها كلها في مجلس واحد، وأنه لما واجه مصر نظر إليها فاحتقرها وقال: قبح الله فرعون، ما كان أخسه وأضعف همته حين تبجح وتعاظم بملك هذه القرية، وقال:أنا ربكم الأعلى.وقال:أليس لي ملك مصر.فكيف لو رأى بغداد وغيرها. وكان سبب ذلك أن هذا الرجل وهو أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي وكان جده مالك ابن الهيثم من أكبر الدعاة إلى دولة بني العباس الذين قتلوا ولده هذا، وكان أحمد بن نصر هذا له وجاهة ورياسة.
وكان أبوه نصر بن مالك يغشاه أهل الحديث، وقد بايعه العامة في سنة إحدى ومائتين على القيام بالأمر والنهي حين كثرت الشطار والدعار في غيبة المأمون عن بغداد، وكان أحمد بن نصر هذا من أهل العلم والديانة والعمل الصالح والاجتهاد في الخير، وكان من أئمة السنة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وكان ممن يدعو إلى القول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وكان الواثق من أشد الناس في القول بخلق القرآن، يدعو إليه ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، اعتماداً على ما كان عليه أبوه قبله وعمه المأمون، من غير دليل ولا برهان، ولا حجة ولا بيان، ولا سنة ولا قرآن، فقام أحمد بن نصر هذا يدعو إلى الله وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، في أشياء كثيرة دعا الناس إليها.فاجتمع عليه جماعة من أهل بغداد، والتف عليه من الألوف أعداداً، وانتصب للدعوة إلى أحمد بن نصر هذا رجلان وهما أبو هارون السراج يدعو أهل الجانب الشرقي، وآخر يقال له طالب يدعو أهل الجانب الغربي، فاجتمع عليه من الخلائق ألوف كثيرة، وجماعات غزيرة، فلما كان شهر شعبان من هذه السنة انتظمت البيعة لأحمد بن نصر الخزاعي في السر على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتواعدوا على أنهم في الليلة الثالثة من شعبان - وهي ليلة الجمعة - يضرب طبل في الليل فيجتمع الذين بايعوا في مكان اتفقوا عليه، وأنفق طالب وأبو هارون في أصحابه ديناراً ديناراً، وكان من جملة من أعطوه رجلان من بني أشرس، وكانا يتعاطيان الشراب، فلما كانت ليلة الخميس شربا في قوم من أصحابهم، واعتقدا أن تلك الليلة هي ليلة الوعد، وكان ذلك قبله بليلة، فقاما يضربان على طبل في الليل فاجتمع إليهما الناس، فلم يجئ أحد وانخرم النظام وسمع الحرس في الليل، فأعلموا نائب السلطنة، وهو محمد بن إبراهيم بن مصعب، وكان نائبا لأخيه إسحاق بن إبراهيم، لغيبته عن بغداد، فأصبح الناس متخبطين، واجتهد نائب السلطنة على إحضار ذينك الرجلين فاحضرا فعاقبهما فأقرا على أحمد بن نصر، فطلبه وأخذ خادماً له فاستقره فأقر بما أقر به الرجلان، فجمع جماعة من رؤوس أصحاب أحمد بن نصر معه وأرسل بهم إلى الخليفة بسُرَّ من رأى، وذلك في آخر شعبان، فأحضر له جماعة من الأعيان، وحضر القاضي أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي، وأحضر أحمد بن نصر ولم يظهر منه على أحمد بن نصر عتب، فلما أوقف أحمد بن نصر بين يدي الواثق لم يعاتبه على شيء مما كان منه في مبايعته العوام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيره، بل أعرض عن ذلك كله وقال له: ما تقول في القرآن؟ فقال: هو كلام الله. قال: أمخلوق هو؟ قال هو كلام الله.
وكان أحمد بن نصر قد استقتل وباع نفسه وحضر وقد تحنط وشد على عورته ما يسترها فقال له. فما تقول في ربك، أترّاه يوم القيامة؟فقال: يا أمير المؤمنين قد جاء القرآن والأخبار بذلك، قال الله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته)). فنحن على الخبر. قال الواثق: ويحك! أيرى كما يرى المحدود المتجسم! ويحويه مكان ويحصره الناظر؟ أنا أكفر برب هذه صفته.
ثم قال أحمد بن نصر للواثق: وحدثني سفيان بحديث يرفعه ((إن قلب ابن آدم بإصبعين من أصابع الله يقلبه كيف شاء)) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)). فقال له إسحاق بن إبراهيم:ويحك، انظر ما تقول. فقال: أنت أمرتني بذلك. فأشفق إسحاق من ذلك وقال: أنا أمرتك؟ قال: نعم، أنت أمرتني أن أنصح له.
فقال الواثق لمن حوله: ما تقولون في هذا الرجل؟فأكثروا القول فيه.فقال عبد الرحمن بن إسحاق -: وكان قاضياً على الجانب الغربي فعُزل، وكان مواداً لأحمد بن نصر قبل ذلك -: يا أمير المؤمنين هو حلال الدم.وقال أبو عبد الله الأرمني صاحب أحمد بن أبي دؤاد: اسقني دمه يا أمير المؤمنين.قال الواثق: لابد أن يأتي ما تريد.وقال ابن أبي دواد: هو كافر يستتاب لعل به عاهة أو نقص عقل.
فقال الواثق: إذا رأيتموني قمت إليه فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خطاي.ثم نهض إليه بالصمصامة- وقد كانت سيفا لعمرو بن معد يكرب الزبيدي أهديت لموسى الهادي في أيام خلافته وكانت صفيحة مسحورة في أسفلها مسمورة بمسامير - فلما انتهى إليه ضربه بها على عاتقه وهو مربوط بحبل قد أوقف على نطع، ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه بالصمصامة في بطنه فسقط صريعاً رحمه الله على النطع ميتاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون.رحمه الله وعفا عنه.
فضرب عنقه وحز رأسه، وحمل معترضا حتى أتى به الحظيرة فصلب فيها، وفي رجليه زوج قيود وعليه سراويل وقميص، وحمل رأسه إلى بغداد فنصب في الجانب الشرقي أياما، وفي الغربي أياماً، وعنده الحرس في الليل والنهار، وفي أذنه رقعة مكتوب فيها:هذا رأس الكافر المشرك الضال أحمد بن نصر الخزاعي، من قتل على يدي عبد الله هارون الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين بعد أن أقام عليه الحجة في خلق القرآن، ونفى التشبيه وعرض عليه التوبة، ومكنه من الرجوع إلى الحق فأبى إلا المعاندة والتصريح، فالحمد لله الذي عجله إلى ناره وأليم عقابه بالكفر، فاستحل بذلك أمير المؤمنين دمه ولعنه.
ثم أمر الواثق بتتبع رؤوس أصحابه فأخذ منهم نحواً من تسع وعشرين رجلاً فأودعوا في السجون وسموا الظلمة، ومنعوا أن يزورهم أحد وقيدوا بالحديد، ولم يجر عليهم شيء من الأرزاق التي كانت تجري على المحبوسين، وهذا ظلم عظيم.
وقد كان أحمد بن نصر هذا من أكابر العلماء العاملين القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسمع الحديث من حماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وسمع من الإمام مالك بن أنس أحاديث جيدة، ولم يحدث بكثير من حديثه، وذكره الإمام أحمد بن حنبل يوماً فقال: رحمه الله ما كان أسخاه بنفسه لله، لقد جاد بنفسه له. وقال جعفر بن محمد الصائغ: بصرت عيناي وإلا فقئتا، وسمعت أذناي وإلا فصمتا أحمد ابن نصر الخزاعي حين ضربت عنقه يقول رأسه: لا إله إلا الله.
وقد سمعه بعض الناس وهو مصلوب على الجذع ورأسه يقرأ: آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون قال:فاقشعر جلدي. ولم يزل رأسه منصوباً من يوم الخميس الثامن والعشرين من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين - إلى بعد عيد الفطر بيوم أو يومين من سنة سبع وثلاثين ومائتين، فجمع بين رأسه وجثته ودفن بالجانب الشرقي من بغداد بالمقبرة المعروفة بالمالكية رحمه الله. وذلك بأمر المتوكل على الله الذي ولي الخلافة بعد أخيه الواثق.
وقد دخل عبد العزيز بن يحيى الكناني على المتوكل وكان من خيار الخلفاء لأنه أحسن الصنيع لأهل السنة، بخلاف أخيه الواثق وأبيه المعتصم وعمه المأمون، فإنهم أساءوا إلى أهل السنة وقربوا أهل البدع والضلال من المعتزلة وغيرهم، فأمره أن ينزل جثة محمد بن نصر ويدفنه ففعل، وقد كان المتوكل يكرم الإمام أحمد بن حنبل إكراماً زائداً جداً كما سيأتي بيانه في موضعه.
والمقصود أن عبد العزيز قال للمتوكل: يا أمير المؤمنين ما رأيت أو مارئي أعجب من أمر الواثق، قتل أحمد بن نصر، وكان لسانه يقرأ القرآن إلى أن دفن.
فوجل المتوكل من كلامه وساءه ما سمع في أخيه الواثق، فلما دخل عليه الوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات قال له المتوكل: في قلبي شيء من قتل أحمد بن نصر. فقال: يا أمير المؤمنين أحرقني الله بالنار إن قتله أمير المؤمنين الواثق إلا كافراً.
ودخل عليه هرثمة فقال له في ذلك فقال: قطعني الله إرباً إرباً إن قتله إلا كافراً.
ودخل عليه القاضي أحمد بن أبي دؤاد فقال له مثل ذلك فقال: ضربني الله بالفالج إن قتله الواثق إلا كافراً، قال المتوكل: فأما ابن الزيات فأنا أحرقته بالنار. وأما هرثمة فإنه هرب فاجتاز بقبيلة خزاعة فعرفه رجل من الحي فقال: يا معشر خزاعة هذا الذي قتل ابن عمكم أحمد بن نصر فقطعوه. فقطعوه إربا إربا. وأما ابن أبي دؤاد فقد سجنه الله في جلده - يعني بالفالج - ضربه الله قبل موته بأربع سنين، وصودر من صلب ماله بمال جزيل جداً. نماذج من
قال ابن إسحاق ومصعب الزُّبيريُّ: خُزاعةُ في مضر، وهم من ولد قمعة بن الياس بن مضر. وقال ابنُ إسحاق: خزاعة هو كعب بن عمرو بن لُحي بن قَمعةَ بن خندف. وقد ذكر أن ولد الياس بن مضر ينتسبون إلى أمِّهم خندف. ورُوي عن أبي حَصينٍ الوادعيِّ عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عَمرو بن لُحَيِّ بن قَمعةَ بن خِندفَ هو أبو خُزاعةَ. هذا قولُ نُسَّاب مضر وخُزاعةُ تأبى هذا، وتقول: نحن بنو عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث، وخندفُ أمُّنا. ذكر هذا أبو عبيدة معمر بن المثنى وابن الكلبي. فعلى قول ابن إسحاق ومُصعب: خزاعة مُضريَّةٌ في عدنان، وعلى قول أبي عبيدة وابن الكلبيِّ: خزاعةُ قحطانيَّة في اليمن. وإنما سُميت خُزاعة، لأنهم تخزَّعوا من ولدِ عمرو بن عامرٍ، أي فارقوهم حين أقبلُوا من اليمن، يريدون الشام. فنزلوا بمرِّ الظَّهران بجنبات الحَرم، ووَلوُا حجابةَ البيت دَهراً.
وخزاعةُ عَيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم حُلفاؤه، لأنهم حُلفاءُ بن هاشم، ولنزول خزاعة في الحرم ومُجاورَتِهمْ قريشاً. قال ابن عباس: نزل القرآنُ بلغة الكَعَبيْنِ؛ كعب بن لؤي وكعب بن عمرو بن لُحَي. وقد أَدخلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في كتاب القضيَّة عامَ الحُديبية. وأَدخلت قريش بني بكر بن مناة معهم، فوقعت حرب بين خزاعة وبين بني بكر. فأعان مشركون قريش حلفاءهم بني بكر، ونقضوا بذلك العهد، فكان ذلك سبب فتح مكة لنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حافءَه. وقال عليه السلام، حين قدم عليه عَمرو بن سالم مُستنصراً، وقد عرض له عنانٌ من السماء: " أنَّ هذه السحابة لتستهلُّ بنصر بني كعب " . وأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلةً لم يُعطها أحداً من الناس؛ أَن جعلهم مهاجرين بأرضهم، وكتب لهم بذلك كتاباً. فقال يفخرُ بذلك نُجَيدُ بن عمران في أبيات له يوم فتح مكة، وحُقَّ له أن يَفخر:
وقد أنشأ اللهُ السحابَ بنصرنا ... رُكامَ سحاب الهَيدَبِ المتراكبِ
وهجرتُنا في أرضنا عندنا بها ... أَنني من مُمْلٍ وكاتبِ
ومن أَجانا حَلَّتْ بمكةَ حُرمةٌ ... لِندرِكَ ثأراً بالسيوف القواضبِ
وهذه بطونُ خزاعة: كعب ومُليْحٌ وعديٌّ وسَعدٌ بنو عمرو بن ربيعةَ بن حارثةَ بن عمرو بن عامر، وربيعةُ بنُ حارثة هو لُحَي. وأَفصى بتُ حارثة أخو لُحيٍّ، يقال لولده أيضاً: خزاعةُ. وهم أسلمُ ومَلْكان ومالك بنو أَفصى لأنهم تخزَّعوا من بني مازن بن الأزد في إقبالهم معَهم من اليمن، ثم تفرقوا في البلاد. والاْنخراعُ: التقاعسُ والتخلُّفُ.
قال محمدُ بن عبدة بن سليمان النسابة: افترقَت خُزاعةُ على أربعة شعوب؛ فالشعب الأول: ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، إلا بيتين من ربيعةَ بن حارثة، وهم بنو جفنةَ الذين بالشام في غسَّان. والشعبُ الثاني: أَسلمُ بن أَفصى. والشعب الثالث: مَلكان بن أفصى. والشعب الرابع: مالك بن أفصى.
فمن بني كعب بن عمرو بن ربيعة: غاضِرةُ بن حُبْشيَّة بن سلول بن كعب، وهو بطن، وكُليب بن حبشيَّةَ بطن، وقُمير بن حبشيَّة بطن، وحِزام بن عَمرو بن حبشيَّة بطن، وحُليلُ بن حبشيَّة بطن.
فمن بني غاضرة عِمران بن حُصين بن عبيد بن خلف بن عبد نَهْم بن سالم بن غاضرة بن حُبشيَّة بن سلول بن كعب الخزاعيُّ الكعبيُّ: يكنى أبا نُجيدٍ بابنهِ نُجيد بن عمران. أسلم أبو هُريرةَ وعمرانُ بن حُصين عامَ خيبر. وقال خليفة بن خَياطٍ: استقضى عبدُ الله بن عامر عمران بن حُصين على البصرة، ثم استعفاهُ فأَعفاهُ. وكان عمران بن حُصين من فُضلاء الصحابة وفُقهائهم. يقول أهل البصرة: إنه كان يرى الحفظَة، وكانت تُكلِّمهُ، حتى اكتوى. وقال محمد بن سيرين: أفضلُ من نزل البصرةَ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمران بن حصين وأبو بكرةَ. سكن عمرانُ البصرة ومات بها سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية. رَوى عنه جماعةٌ من تابعي أهل البصرة والكوفة.
ومنهم سعيدُ بن سارية: ولى شرطة علي بن أبي طالب. ومنهم أبو جُمعة: جدُّ كُثيرِّ عزة لأبيه.
ومن بني كليب بن حُبشيَّة مُعتِّب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف بن كُليب بن حُبشيَّة: شهد بدراً. وهو من خلفاء بني مخزوم، وهو الذي يقال له مُعتِّب بن حمراءَ، وكان يُدعى عَيْهامة. ويقال للناقة، إذا طال عنقُها، عَيْهامة.
ومنهم خِراشُ بن أُميَّة: وهو الذي بعثه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى قريش بمكة حين صدُّوهُ عن البيت في عُمرة الحديبية، وحمله على بعيرٍ له، يقال له الثعلب، ليُبلِّغَ أشرافهم عنه ما جاء له فَعَقروا به جملَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرادوا قتله، فمنعتْهُ الأحابيشُ، فخلَّوا سبيلهُ، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخراش هو قاتل أبن الأثْوغِ الهُذْلي في الغد من يوم فتح مكة. وقال سعيد بن المسيَّب: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنَعَ خِراشُ بن أمية بابن الأثوغ قال: " إن خراشاً لقتَّال " يعيبُه بذلك.
ومن بني قُمير بن حُبشيَّة ذُؤيبُ بن حَلحَلة: ويقال: ذؤيبُ بن حبيب بن حلحلة بن عمرو بن كُليب بن أَصرم بن عبد الله بن قُمير بن حُبشيَّة. كان ذؤيب هذا صاحب بُدن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان يبعث معه الهَدْيَ، ويأمره إن عَطب منه شيءٌ قبل محلِّه أن يَنْحره، ويخلي بين الناس وبينه.
روى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن سنان بن سلمة، عن ابن عباس أن ذُؤيباً أبا قُبيصةَ حدَّثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث معه بالبدن، ثم يقول: " إن عطب منها شيء قبل مَحلِّه فخشيتَ عليهِ مَوتاً، فانْحرْها، ثم اغمس نعلها في دمِها، ثم اضرب به صفحتها، ول تَطعَمْها أنت، ولا أحد من أهل رُفقتك " . شهد ذؤيب الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يسكن قُديداً، وله دارٌ بالمدينة، وعاش إلى زمن معاوية.
وابنه قبيصةُ بن ذؤيب: ولد في أول سنةٍ من الهجرة. وقيل: ولد عام الفتح. يكنى أبا إسحاقَ، قيل:أبا سعيدٍ. روى عن أبى الدَّرداء وأبى هُريرة وزيد بن ثابتٍ وجماعةٍ من الصحابة. روى عنه الزهريُّ ورجاءُ بن حيوةَ ومكحول. وكان ابنُ شهاب إذا ذكر قبيص بن ذؤيب قال: كان من علماء هذه الأمة. توفي سنةَ ستٍ وثمانين، وله ست وثمانون ...... وذكرهُ في الطبقات، وقال: كان مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال زمن عمر بن الخطاب. وهو من جلَّة تابعي أهل المدينة وعلمائها، ويُكنى أبا محمد. روى عن عُمر وغيره من كبار الصحابة. وروى عنه عُروةُ بن الزُّبير وحُميدُ بن عبد الرحمن. وتوفي سنة إحدى وثمانين، وهو ابن ثمان وسبعين سنةً بالمدينة.
عاشو عاشو قبيلة خزاعه من الاول لمن الاخير فديتهم والله
جد جد قبيله اصل وفصل ومن حد يتعرضلنا ابد
يلا الكل يقول عااااااااااشو
فديتكم حبايبي شوفو قبيلتنا والله عريضه وكبيره الله يخليهم بس
الردود
عشان خزاعه